الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فقه السنة
.ما يقول المسافر عند الركوب: وعن الازدي: أن ابن عمر رضى الله عنهما علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال، «سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطوعنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الاهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الاهل والمال» وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: «آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون» أخرجه أحمد، ومسلم. ما يقوله المسافر إذا أدركه الليل: عن ابن عمر رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال: «يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد» رواه أحمد وأبو داود. .ما يقوله المسافر إذا نزل منزلا: ما يقوله المسافر إذا أشرف على قرية أو مكان وأراد أن يدخله: عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه: أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى: أن صهيبا حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: «اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك ما شرها وشر أهلها وشر ما فيها» رواه النسائي وابن حبان، والحاكم وصححاه. وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال: «اللهم بارك لنا فيها - ثلاث مرات - اللهم ارزقنا جناها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا» رواه الطبراني في الاوسط بسند جيد. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشرف على أرض يريد دخولها قال، «اللهم إني أسألك من خير هذه وخير ما جمعت فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما جمعت فيها اللهم ارزقنا جناها وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا» رواه ابن السني. .ما يقوله المسافر وقت السحر: .ما يقول المسافر إذا علا شرفا أو هبط واديا أو رجع: 2- وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من الحج أو العمرة ولا أعلمه إلا قال: الغزو كلما أوفى على ثنية أو فدفد كر ثلاثا ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده». .ما يقوله المسافر إذا ركب سفينة: .ركوب البحر عند اضطرابه: لحديث أبى عمران الجوني قال: حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بات فوق بيت ليس له إجار فوقع فمات فقد برئت منه الذمة ومن ركب البحر عند ارتجاجه فمات فقد برئت منه الذمة» رواه أحمد، بسند صحيح. .الحج: تعريفه: هو قصد مكة، لأن عبادة الطواف، والسعي والوقوف بعرفة، وسائر المناسك، استجابة لأمر الله، وابتغاء مرضاته. وهو أحد أركان الخمسة، وفرض من الفرائض التي علمت من الدين بالضرورة. فلو أنكر وجوبه منكر كفر وارتد عن الإسلام. والمختار لدى جمهور العلماء، أن إيجابه كان سنة ست بعد الهجرة، لأنه نزل فيها قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله}. وهذا مبني على أن الاتمام يراد به ابتداء الفرض. ويؤيد هذا قراءة علقمة، ومسروق، وإبراهيم النخعي: {وأقيموا} رواه الطبراني بسند صحيح. ورجح ابن القيم، أن افتراض الحج كان سنة تسع أو عشر. .فضله: .ما جاء في أنه من أفضل الاعمال: والحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم. وقال الحسن: أن يرجع زاهدا في الدنيا، راغبا في الاخرة. وروي مرفوعا - بسند حسن - إن بره إطعام الطعام، ولين الكلام. .ما جاء في أنه جهاد: 2- وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جهاد الكبير، والضعيف، والمرأة، الحج» رواه النسائي بإسناد حسن. وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، ترى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: «لكن أفضل الجهاد: حج مبرور» رواه البخاري، ومسلم. 4- ورويا عنها أنها قالت: قلت: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ قال: «لكن أحسن الجهاد وأجمله: الحج، حج مبرور» قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. .ما جاء في أنه يمحق الذنوب: 2- وعن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يدك فلأبايعك قال: فبسط فقبضت يدي فقال: «مالك يا عمرو؟» قلت: أشترط، قال: «تشترط ماذا؟» قلت: أن يغفر لي؟ قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله» رواه مسلم. 3- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب، والفضلة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» رواه النسائي، والترمذي وصححه. ما جاء في أن الحجاج وفد الله: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحجاج، والعمار، وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم»، رواه النسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، ولفظهما: «وفد الله ثلاثة، الحجاج والمعتمر، والغازي». .ما جاء في أن الحج ثوابه الجنة: 2- وروى ابن جريج - بإسناد حسن - عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا البيت دعامة الإسلام، فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر، كان مضمونا على الله، إن قبضه أن يدخله الجنة «وإن رده، رده بأجر وغنيمة». .فضل النفقة في الحج: الحج يجب مرة واحدة: أجمع العلماء على أن الحج لا يتكرر، وأنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة - إلا أن ينذره فيجب الوفاء بالنذر - وما زاد فهو تذوع. فعن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أيها الناس، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا»، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ثم قال صلى الله عليه وسلم «لو قلت: نعم، لوجبت، ولما استطعتم» ثم قال: «ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فزذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه» رواه البخاري ومسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أيها الناس كتب عليكم الحج فقام الاقرع بن حابس، فقال: أفي كل عام يا رسول الله فقال: لو قلتها لوجبت، ولو وجبت لم تعملوا بها، ولم تستطيعوا، الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع» رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والحاكم، وصححه. وجوبه على الفور أو التراخي: ذهب الشافعي، والثوري، والاوزاعي، ومحمد بن الحسن إلى أن الحج واجب على التراخي، فيؤدى في أي وقت من العمر، ولا يأثم من وجب عليه بتأخيره متى أداه قبل الوفاة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الحج إلى سنة عشرة، وكان معه أزواجه وكثير من أصحابه، مع أن إيجابه كان سنة ست فلو كان واجبا على الفور لما أخره صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي: فاستدللنا على أن الحج فرضه مرة في العمر، أوله البلوغ، وآخره أن يأتي به قبل موته. وذهب أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، وبعض أصحاب الشافعي، وأبو يوسف إلى أن الحج واجب على الفور. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد الحج فليعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الراحلة، وتكون الحاجة» رواه أحمد، والبيهقي، والطحاوي، وابن ماجه. وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «تعجلوا الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له» رواه أحمد، والبيهقي، وقال ما يعرض له من مرض أو حاجة. وحمل الأولون هذه الأحاديث على الندب، وأنه يستحب تعجيله والمبادرة به متى استطاع المكلف أداءه. .شروط وجوب الحج: 1- الإسلام. 2- البلوغ. 3- العقل. 4- الحرية. 5- الاستطاعة. فمن لم تتحقق فيه هذه الشروط، فلا يجب عليه الحج. وذلك أن الإسلام، والبلوغ، والعقل، شرط التكليف في أية عبادة من العبادات. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رفع القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل». والحرية شرط لوجوب الحج، لأنه عبادة تقتضي وقتا، ويشترط فيها الاستطاعة، بينما العبد مشغول بحقوق سيده وغير مستطيع. وأما الاستطاعة، فلقول الله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}. .بم تتحقق الاستطاعة؟ .1- أن يكون المكلف صحيح البدن:
|